شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تراجعًا اليوم الجمعة، حيث يواصل المستثمرون تقييم تأثير زيادات التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت بعض التقارير الاقتصادية المتعلقة بالتضخم والبيانات التجارية في زيادة حذر المستثمرين، مما أدى إلى تأثير مباشر على حركة السوق. وتشير هذه التراجعات إلى حالة من الترقب، حيث يتساءل المستثمرون عن تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية الأخيرة على نمو الأسواق في المستقبل القريب.
تفاصيل التراجع في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.2٪، مما يعكس حالة من التراجع الحذر وسط الأخبار الاقتصادية والسياسية المتزايدة. كما ظل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستقرًا، دون أي تغيير ملحوظ، في حين لم تشهد العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 المليء بأسهم التكنولوجيا أي تغيير، بعد أن حقق هذا المؤشر مكاسب ملحوظة يوم الخميس الماضي.
العوامل المؤثرة على التراجع
1-الزيادة في التعريفات الجمركية:
يشهد هذا الأسبوع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيادة التعريفات الجمركية بنسبة 25٪ على الصلب والألمنيوم، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير هذه الزيادة على الاقتصاد العالمي والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى. ونتيجة لذلك، يترقب المستثمرون تأثير هذه السياسة على الشركات العالمية، لا سيما تلك التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد والتصدير.
2-التحولات السياسية والاقتصادية
بجانب التعريفات الجمركية، شهدت الأسواق تحولات سياسية هامة تمثلت في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى مراجعة شروط قانون CHIPS الذي يدعم المشاريع التكنولوجية. هذه التحولات جعلت الأسواق تراقب عن كثب أي تغييرات قد تحدث في المشهد السياسي العالمي، مما يساهم في حالة من الترقب والقلق.
3- البيانات الاقتصادية والتضخم
واصل تقرير التضخم الذي صدر هذا الأسبوع تأثيره على الأسواق المالية، حيث أظهرت البيانات أن أسعار المستهلكين لا تزال تحت ضغط، مما يؤثر على التوقعات بشأن تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي) في خفض أسعار الفائدة. التوقعات بشأن أسعار الفائدة تلعب دورًا محوريًا في تحركات الأسواق، حيث يسعى المستثمرون إلى فهم اتجاهات الفائدة وكيف ستؤثر على تكلفة الاقتراض والنمو الاقتصادي.
التوقعات المستقبلية للأسواق
رغم التراجع الحالي، تشير التحليلات إلى أن الأسهم الأمريكية لا تزال في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية. فعلى الرغم من هذه التراجعات المؤقتة، ارتفعت أسواق الأسهم يوم الخميس الماضي بعد ترحيب وول ستريت بتأجيل تنفيذ التعريفات الجمركية المتبادلة. كما يشير العديد من المحللين إلى أن المستثمرين يتوقعون استمرار المكاسب في المستقبل القريب، خاصة مع استهداف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لتسجيل مستوى قياسي جديد، بعد أن أغلق بالقرب من الرقم القياسي 6,118.71 نقطة.
توقعات البيانات الاقتصادية القادمة
من المقرر أن تصدر بيانات مبيعات التجزئة الجديدة صباح الجمعة، وهو ما سيوفر رؤية حول كيفية تأثر أداء المستهلكين بالأوضاع الاقتصادية الحالية. وستلعب هذه البيانات دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه السوق في الأيام القادمة. يبقى ضغط التسعير في صدارة اهتمامات وول ستريت، حيث يواصل المستثمرون تحليل تأثير التضخم على استهلاك الأسر والقرارات الاستثمارية المستقبلية.
أداء الشركات في تداولات ما قبل السوق
على الرغم من تراجع العقود الآجلة، شهدت بعض الشركات الأمريكية مكاسب ملحوظة في تداولات ما قبل السوق. على سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة Airbnb بعد أنباء تفيد بتجاوز أرباحها لتوقعات المحللين. ، شهدت أسهم شركة GameStop ارتفاعًا وسط تكهنات بأنها قد تتوسع في الاستثمار في العملات المشفرة. من المتوقع أن تعلن شركة Moderna عن أرباحها في وقت لاحق اليوم، ما قد يؤثر على حركة الأسهم في السوق.
شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تراجعًا اليوم الجمعة، مدفوعة بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية، أبرزها زيادة التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس ترامب. ومع ذلك، يظل السوق الأمريكي في مسار تحقيق مكاسب أسبوعية، حيث يشهد حالة من الترقب قبل إصدار بيانات اقتصادية هامة، والتي قد تؤثر على تحركات الأسواق في المستقبل القريب. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون عن كثب تأثير التحولات السياسية والاقتصادية على مستقبل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.