ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق غابات لوس أنجلوس إلى 24 شخصًا مع تحذيرات من توسع النيران
الرياح القوية تواصل تهديد لوس أنجلوس.. فرق الإطفاء تكافح أكبر حرائق في تاريخ المدينة
حرائق الغابات في لوس أنجلوس، التي اجتاحت مناطق شاسعة، أدت إلى دمار واسع وخسائر بشرية ومادية ضخمة. الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وصف آثار هذه الحرائق بأنها تفوق دمار الضربة النووية، مشيرًا إلى الإهمال في إدارة الموارد كعامل رئيسي في حدوث الكارثة. الحرائق أسفرت عن مقتل 24 شخصًا حتى الآن، ودمرت أكثر من 1800 مبنى، مع تحذيرات من امتداد الدمار بسبب الرياح القوية. وأوضح ترامب أن الكارثة كانت قابلة للتجنب لو تم اتباع توصياته في توفير المياه وتحسين إدارة الغابات. في ظل هذه الأزمة، تواصل فرق الإطفاء جهودها لاحتواء الحرائق في ظروف صعبة.
وتعد حرائق لوس أنجلوس لعام 2025 واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا. ورغم الجهود المبذولة من قبل فرق الإطفاء، فإن الحرائق ما زالت تواصل تهديد حيات وأملاك الناس. وعلى الرغم من أن الكثير من المسؤولين والمواطنين قد أدركوا حجم الأزمة، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة حول كيفية تحسين الاستعداد لمثل هذه الكوارث في المستقبل. وعلينا أن نتعلم من هذه التجربة كي نتمكن من تقليل الأضرار المستقبلية وحماية البيئة والناس من هذه الكوارث الطبيعية المتزايدة.
وتسبب الحريق الضخم الذي اندلع في مناطق واسعة من مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في دمار هائل، مما أسفر عن وفاة العديد من الأشخاص وتدمير آلاف المنازل والمرافق. واعتبرت هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث دمرت مناطق شاسعة وسببت أضرارًا جسيمة في كل من الأحياء السكنية والبيئة المحيطة بها. الحريق، الذي أسفر عن ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 24 شخصًا في العديد من المناطق، سلط الضوء على القضايا المتعلقة بإدارة الغابات والمياه في الولاية، مما جعل بعض الشخصيات السياسية مثل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعلقون على هذا الحدث المأساوي.
الوصف الأولي للكارثة
بدأت الحرائق في مناطق مثل إيتون وباليساديس، وهي مناطق شهيرة في لوس أنجلوس، حيث انتشرت النيران بسرعة كبيرة بسبب الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن الظروف الجافة للغاية التي ساهمت في زيادة انتشار الحريق. ومع تزايد قوة الرياح، التي وصلت سرعتها إلى أكثر من 150 كيلومترًا في الساعة، اجتاحت النيران مناطق واسعة، مما أدى إلى تدمير أكثر من 1800 مبنى. بالإضافة إلى ذلك، تضرر أكثر من 10,000 مبنى، مما جعل الوضع في لوس أنجلوس كارثيًا. ومع استمرار الحريق، لم يتوقف الدخان الكثيف عن التراكم في سماء المدينة، مما جعل من الصعب التنفس في العديد من المناطق السكنية.
فيما يتعلق بالخسائر البشرية، تم العثور على العديد من الجثث في مناطق مختلفة من المدينة التي دمرتها النيران. وقد أكدت السلطات أن فرق البحث ما زالت تبحث عن المزيد من الضحايا الذين قد يكونوا عالقين أو مختبئين في مناطق غير واضحة. بالإضافة إلى ذلك، تعرض أكثر من 300,000 شخص للإخلاء من منازلهم بسبب الخطر المتزايد من الحرائق التي تهدد بمواصلة توسعها.
تعليقات ترامب على الكارثة
في مقابلة مع منصة Newsmax الأمريكية، وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الحرائق في لوس أنجلوس بأنها أكثر دمارًا من أي ضربة نووية، مشيرًا إلى أن المشهد الذي شاهده من المناطق المدمرة كان مرعبًا للغاية. وقال ترامب: “لقد بدت المنطقة وكأنها تعرضت لضربة نووية. الكارثة لا تقتصر على حجم الحريق، بل تشمل أيضًا فقدان الأرواح والممتلكات.”
وأضاف ترامب أن الإهمال في إدارة الموارد في الولاية كان السبب الرئيس وراء هذه الكارثة. وتابع قائلاً: “عندما كنت رئيسًا، طلبت من حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي، جافين نيوسوم، أن يتخذ إجراءات لتوفير المياه من الشمال عبر طريق في كندا إلى لوس أنجلوس. كان لدينا الإمكانية لتوفير كميات هائلة من المياه لمكافحة الحرائق، ولكن للأسف، لم يتم تنفيذ هذه الخطط.”
ترامب لم يقتصر على انتقاد إدارة حاكم كاليفورنيا، بل أشار إلى أن حجم الدمار كان أكبر بكثير مما تم تصويره على شاشات التلفاز. “شاهدت صورًا من تلك المناطق التي تظهر دمارًا أسوأ بكثير مما يراه الناس على شاشات التلفاز. لقد احترقت مساحات واسعة من المنازل، ولم يعد هناك أي شيء في تلك المناطق.”
التحديات في مكافحة الحرائق
تواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة في محاولاتها للسيطرة على هذه الحرائق الضخمة. الطقس الجاف والرياح القوية جعلت من الصعب احتواء النيران، مما اضطر فرق الطوارئ إلى استخدام طائرات ومروحيات لإلقاء المياه والمواد المثبطة للحرائق على المناطق المتضررة. في المقابل، أشار بعض الخبراء إلى أن هذه الطريقة قد تكون غير فعالة بسبب الرياح العاتية التي قد تدفع الحريق إلى مناطق أخرى.
وعلى الرغم من الجهود المتواصلة لاحتواء الحريق، فإن الفرق الإطفائية تواجه نقصًا في الموارد، مما جعل من الصعب السيطرة على الحرائق في بعض المناطق. تم تخصيص أكثر من 4,700 فرد من فرق الإطفاء من مختلف الولايات لمكافحة الحرائق، لكن التقديرات تشير إلى أن المساحات التي تمت تغطيتها حتى الآن بالكميات المتاحة من المياه والمواد المثبطة للحرائق لا تزال محدودة مقارنة بحجم الحريق.
أضرار إضافية وتأثيرات أخرى
لم تقتصر الأضرار على المنازل والممتلكات الخاصة، بل امتدت إلى النظام التعليمي في المدينة. فقد اضطرت مدارس لوس أنجلوس إلى إغلاق أبوابها بسبب الدخان الكثيف ونوعية الهواء الخطرة، مما أثر على آلاف الطلاب في المناطق المتضررة. بالإضافة إلى ذلك، أُغلقت حوالي 335 مدرسة في خمس مقاطعات من بينها لوس أنجلوس وسان برناردينو وسان دييغو، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، كانت هناك أيضًا آثار بيئية كبيرة بسبب الحرائق، حيث تسببت النيران في تدمير مساحات واسعة من الغابات والغطاء النباتي، مما أدى إلى فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام البيئي في المنطقة. الخبراء حذروا من أن هذا الدمار البيئي سيستغرق سنوات عديدة لإصلاحه.
الرياح القوية وتأثيرها على الحريق
فيما يخص العوامل الجوية، كان للرياح القوية دور كبير في انتشار الحريق. الرياح التي ضربت المنطقة، والمعروفة برياح “سانتا آنا”، تزيد من سرعة انتشار النيران وتجعل من الصعب السيطرة عليها. هذه الرياح يمكن أن تصل سرعتها إلى 55 ميلًا في الساعة، وتساعد في نقل النيران عبر مسافات طويلة في فترة زمنية قصيرة.
توقعات مستقبلية واحتياطات جديدة
توقع خبراء الأرصاد الجوية أن الرياح القوية ستستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، مما يزيد من مخاطر انتشار الحرائق. في هذا السياق، طالبت السلطات المواطنين بالاستعداد للإخلاء مرة أخرى في حال تصاعدت النيران.
من جانبه، أشار كريستيان ليتز، رئيس فريق الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، إلى أن “الحريق قد يكون تحت السيطرة في بعض المناطق، لكن هناك أجزاء أخرى من المدينة لا تزال تشهد نشاطًا شديدًا في النيران.” كما تم تأكيد استخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار في عملية الإطفاء، لتسريع جهود السيطرة على الحريق.