نقلت غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تحيات وزير الاتصالات، الدكتور عمرو طلعت، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المنتدى الأول لهيئة التأمين الصحي الشامل تحت عنوان “الدور الريادي للقطاع الخاص في تحقيق نظم صحية شاملة ومستدامة”. كما أعربت عن شكرها العميق لجميع القائمين على المنتدى، بالإضافة إلى الشركاء والرعاة والمتحدثين والحضور.
جاء ذلك خلال مشاركتها اليوم الاحد في جلسة بعنوان “دور التحول الرقمي في دعم الشراء الاستراتيجي وقيمة الرعاية المقدمة” خلال مؤتمر الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل .
أكدت لبيب على أن تسارع الابتكارات والتقنيات الرقمية في السنوات الأخيرة قد جعل هذه التقنيات محورية في كافة القطاعات، حيث تسهم في تمكين هذه القطاعات من تعزيز الابتكار وتحقيق تنمية حقيقية. وأضافت أن مواكبة الدول لهذه التطورات التكنولوجية أصبحت ضرورة ملحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأوضحت أن التقنيات الحديثة لم تعد مجرد توجه عالمي، بل أصبحت ركيزة أساسية لجميع القطاعات من خلال تحسين الكفاءة والفعالية والجودة والإنتاجية، كما تساهم في إعادة تعريف نظم العمل وتغيير احتياجات المهارات والتوظيف.
أشارت لبيب إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يبين أن الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يسهم في تحسين صحة 1.5 مليار شخص بحلول عام 2030. كما أفادت بأن تقديرات شركة ماكنزي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر ما بين 200 إلى 360 مليار دولار سنويًا في قطاع الرعاية الصحية من خلال تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. وتوقعات أن يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. كما ذكرت دراسة أخرى من شركة Statista التي توقعت أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية من 11 مليار دولار أمريكي في عام 2021 إلى 187 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 37%.
أما بالنسبة لسوق الرعاية الصحية عن بعد، فأشارت لبيب إلى تقرير آخر من Grand View للاستشارات الذي أوضح أن سوق الرعاية الصحية عن بعد بلغ 79.5 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 24% خلال الفترة من 2023 إلى 2030. كما أشارت إلى دراسة من ماكنزي والتي أظهرت أن 58% من المستهلكين في الولايات المتحدة استخدموا خدمات الرعاية عن بعد خلال جائحة COVID-19 مقارنة بـ11% فقط قبل الجائحة.
وتحدثت لبيب عن الفرص التي يتيحها التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية، مثل التشخيص الطبي والتنبؤ بالأمراض، لكن في نفس الوقت أشارت إلى وجود بعض التحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا الأخلاقيات وحيادية البيانات. كما نوهت إلى ضرورة تطوير مهارات الخريجين والطلاب لمواكبة هذه التقنيات المتسارعة بما يعزز جاهزيتهم للعمل في بيئة عمل رقمية متطورة.
وتطرقت لبيب إلى الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في مجال التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في 2019 لدمج التكنولوجيا في القطاعات المختلفة. كما تم إطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول، بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني وإنشاء مجلس وطني للأمن السيبراني. كما أكدت على إطلاق سياسة الحوسبة السحابية أولاً، وإصدار قانون حماية البيانات الشخصية، والعمل على بناء إطار تشريعي لتبادل البيانات وحمايتها.
وأوضحت لبيب أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نفذت مجموعة من المشروعات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات التعرف المبكر على المياه الزرقاء بالعين واعتلال الشبكية السكري وسرطان الثدي، حيث تحقق دقة تشخيص عالية في هذه التطبيقات. كما قامت الوزارة بتنفيذ مشروعات التحول الرقمي مثل كارت الخدمات الحكومية الموحد ومنصة مصر الرقمية التي توفر حوالي 170 خدمة حكومية رقمية للمواطنين. وأكدت أن هناك نحو 8 ملايين مواطن مسجلين في هذه المنصة حتى الآن.
كما تناولت لبيب دور الوزارة في تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل، موضحة أنه يتم من خلال تنفيذ خطة التطوير المؤسسي الرقمي للهيئات المختصة بهدف ضمان استدامة التحول الرقمي وتعظيم الاستفادة من البيانات والمعلومات المتاحة. وأضافت أنه تم تنفيذ برامج تدريبية لرفع كفاءة أداء مقدمي الخدمات الصحية، بالإضافة إلى إنشاء 150 وحدة للتشخيص عن بُعد في العديد من محافظات مصر.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية لدعم التحول الرقمي، أشارت لبيب إلى استثمارات ضخمة تجاوزت 150 مليار جنيه في تطوير الإنترنت الثابت في مصر، بالإضافة إلى إنشاء شبكة من كابلات الألياف الضوئية لربط نحو 25 ألف مبنى حكومي. كما تم استهداف توصيل كابلات الألياف الضوئية إلى 9.3 مليون مبنى في القرى المستهدفة ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”.
وأكدت على أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً لاستدامة جهود التحول الرقمي، حيث تم إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في 2019، إلى جانب إنشاء مركز الابتكار التطبيقي لبناء حلول مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما تم تطوير تطبيقات في مجالات الزراعة والرعاية الصحية والبيئة. وأضافت أن الوزارة أنشأت 23 مركز إبداع مصر الرقمية في 19 محافظة من أصل 32 مركزاً مستهدفاً، وتم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية في العاصمة الإدارية الجديدة.
وفي الختام، تناولت لبيب الجهود المبذولة لبناء القدرات الرقمية للمواطنين، حيث تم مضاعفة موازنة منح بناء القدرات الرقمية بمقدار 25 مرة، وتم تدريب أكثر من 400 ألف متدرب في مختلف أنحاء الجمهورية. كما تم نشر الثقافة الرقمية لنحو 1.3 مليون من العاملين في الجهاز الإداري للدولة وقرى “حياة كريمة”، بهدف تعزيز جاهزيتهم للعمل في بيئة رقمية متطورة.